Tuesday, November 3, 2009

خطوط التطور في الإدارة


ليس هناك خلاف حول أهمية الإدارة في تحقيق رفاهية المجتمع وتعظيم ربحية المشاريع وتحقيق أهدافها ، بل أصبحت الإدارة معياراً للنجاح والفشل، ولعل أبرز ما وضع الإدارة في هذه المكانة كونها أصبحت علمًا قائمًا على أسس علمية ومبادئ ومفاهيم منظمة ، فضلاً عن كونها محور النشاطات والأوامر ومحور دفع الأفراد لاستقبال الأوامر وتنفيذها ، وتوجت أخيراً بأن أصبحت مؤشراً لرقي الأمم وتطورها .

ومبادئ الإدارة مبادئ مرنة ومتغيرة بتغير الظروف البيئية المحيطة بها ، فكانت يوماً تعامل الأفراد وتقود المؤسسات والمصانع بأسس علمية صارمة وذلك في زمان الثورة الصناعية التي شهدت التحولات الهيكلية في المجتمعات ،حيث انتقلت من مجتمعات زراعية إلى مجتمعات صناعية ، تقود الآلة فيها نهضة الأمم، وبعد أن استوعب العالم هذه النقلة أدرك ان محور الآلة لا يمكن الاعتماد عليه بمفرده في بناء ثروات الأمم وإنما العنصر الفاعل هو الإنسان الذي يحرك الآلة فضلاً عن قدرته على تحريك فرق العمل البشرية لتحقيق الأهداف العامة للمجتمع ،والخاصة في المنظمات والمؤسسات العاملة في المجتمع ، وهنا تغيرت المبادئ لتركز على العنصر الإنساني والعلاقات الإنسانية في نهضة المنظمات ومن ثم نهضة المجتمع ككل .

وبين هذين البعدين – الآلة والإنسان – ظل علماء الإدارة يتجاذبون ويتباعدون حول مساهمة وأهمية كل منهما في نهضة المنظمات والأمم ، بل بنى العديد منهم نظريات تزاوج بينهما لتخرج بالمزيج الأمثل منهما ، ولكن بالرغم من وجود هذه النظرة الوسطية لم يخل تاريخ الفكر الإداري من وجود من يدعم بعداً على حساب الأخر .

وقبل أربعين عاماً خلت لاح في الأفق تغير هيكلي جديد في المجتمعات، استفاد من تراكم الخبرات منذ الثورة الصناعية حتى الأن، حيث أتسعت آفاق المعرفة وزادت رغبة الإنسان في الاعتماد عليها ،وزاد إيمانه بمنظومة المعلومات وأهميتها في الإدارة فأصبح سمة المجتمعات في الأونة الأخيرة المعلومات والمعرفة،اعتمد فيها علماء الإدارة على تطورتقنية الاتصالات الفائقة والتقدم التكنولوجي الهائل في الحاسب الألي وما أفرزه من تقنية شبكة الإنترنت وإرهاصاتها التي ظهرت في الشبكات الداخلية (intranet) داخل المؤسسات، والشبكات الخارجية (extranet) مع عملائها ومورديها، وبالرغم من وجود مؤيد ومعارض حول هذا الميلاد الجديد وعلاقته بالإدارة إلا أن هناك حقيقة في هذا الجدل الدائر تثبتها النقاشات والمناظرات العلمية، ألا وهي أن هناك تغيراً في الأفق أخذ في الاكتمال يوماً بعد يوم، يدق جذوره في الأرض بقوة وينافس البدائل المطروحة التقليدية بجرأة،ويوماً بعد يوم يزداد أتباعه ومؤيدوه وهذا التغير هو الإدارة الإلكترونية التي تعمل في ظل القطاع الإقتصادي الرابع – المعلومات والمعرفة- والذي يعتبر القطاع الأكثر أهمية وكفاءة في إنشاء الثروات في الوقت الراهن.

No comments:

Post a Comment

مبادئ الإدارة الإلكترونية

للحصول على نسخة مجانية من هذا الكتاب أدخل على الرابط التالي https://www.mediafire.com/?c9jc38vc31j2d0k