Monday, May 17, 2010

أخلاقيات المدراء تحدد أصنافهم


المدراء هم القادة في منظماتهم، ويقسم خبراء الإدارة المدراء إلى ثلاث أصناف رئيسية، أما الصنف الأول فهم المدراء الذين لايفكرون إلا في تحقيق نجاحات متتابعة وسريعة ليشار لهم بالبنان. أما الصنف الثاني فهم الذين يعملون على تحقيق نجاحات سريعة ومتتابعة ليتشارك مع منظمته في نشوة النجاح فيقولوا نجحت المنظمة بفضل مديرها. أما الصنف الثالث فهم مدراء يفكرون في تميز منظماتهم ونجاحها ولا يعنيهم بالدرجة الأولى أن ينسب النجاح لهم أو لغيرهم وإنما أكثر ما يهمهم هو رؤية مردود لأعمالهم ونجاحاتهم فيزداد بذلك رضا ونشوة ورغبة في تحقيق المزيد.
وبتحليل هذه الأصناف وجد أن الصنف الأول من المدراء ليس لديه مانع من أستغلال من حوله من طاقمه الإداري وكوادره الفنية للوصول لغايته، ولا يقبل بصعود قيادات واعده بجواره، بل يحاول جيداً كبتها أو أستبعادها، كما يرفض أن يقترب منه في الهرم الوظيفي للمنظمة الشخصيات القوية الطموحة التي تحاول أن توجد لها مكاناً أو أن يثبتوا أنهم أشخاص متميزون، وعالباً ما يتمتع هؤلاء المدراء بقوة هائلة في التأثير على مرؤوسيهم من خلال أستغلال نقاط ضعفهم والتي تتمثل في الغالب في أمرين هامين هما إما رغبتهم في الحصول على مكانه متميزة في المنظمة فيمنيهم هؤلاء المدراء فيظلوا على هذا الحال حتى يكتشفوا أنهم يسيروا وراء سراب ، أو أنهم يطمحون وراء المال وهنا يحرص المدير على التقطير عليهم حتى يظلوا يتفانون من أجله طمعاً في المزيد من الإغداق عليهم، وبمرور الوقت يكتشفون أيضاً أن أوقاتهم تضيع هباءً منثورا ودون الوصول للعائد الذي يطمحون إليه. وبالرغم من أن هذا النوع من المدراء يتمنى كل من حوله زوال سلطته إلا أنه يتمتع بعلاقات قوية جداً مع رؤسائه وغالبا ما يكون متغلغلاً في عمق الهرم التنظيمي بما يحول دون ذلك، وهذا النوع من المدراء لا يفقد مكانه إلا بإحدى نوازل القدر.
أما الصنف الثاني: فيعطي المنظمة وقته وجهده ويحس بانه والمنظمة كيان واحد، فيأكل ويشرب وينام فيها من أجل تحقيق النجاحات لها، وهو يوظف جميع من حوله لنجاح المنظمة، وفي حال سفره أو غيابه يطلب من الجميع التواصل معه وإبلاغه بأدق التفاصيل، حتى الهمس بين أعضاء المنظمة يطلع عليه ويكون له فيه رأي. وإذا غاب عن المنظمة تعطل كل شيء، وإذا مات ماتت معه فهو هي وهي هو، وغالباً ما ينسى الناس أسماء هذه المنظمات وإنما تسمى بأسماء مدرائها وتلقب بألقابهم.
أما النوع الثالث فهم المدراء الأفذاذ الذين يسجلون أسمائهم في منظماتهم بحروف من نور وإن أغفلت حقهم حيناً إلا أنها تستحضر اثارهم من خلال أنجازاتهم فهم يتمتعون بصفات أربعة تجعل منهم نماذج فريدة وهي:
1- يؤمنون بالمؤسسية وعدم ربط الأعمال بأشخاص وإنما يضعون نظماً تضمن الإسمرارية في تحقيق النجاحات المتتالية بغض النظر عن من هو الذي وراءها.
2- يصنعون القادة، فهم لا يهابون الشخصيات القوية حين ظهورها في الهرم الوظيفي، بل يحرصون على اكتشافها وصناعتها من أجل تأمين مستقبل المنظمة.
3- لا يسرقون النجاح من غيرهم بل يشعر الجميع بالأمان نحوهم، فمن يتقدم من مرؤوسيهم بفكرة أو أبتكر وأبدع يعلم ان نجاحه له وسيرى اثره مادياً وعنوياً .
4- يكره الفردية ويعشق فرق العمل ويجيد تشكيلها وصناعتها.
وتعتبر هذه الأصناف الثلاثة من المدراء الأشكال الغالبة في دنيا المال والأعمال إلا أنه ينبغي أن نقر بأن الصنف الثالث ما زال قليلاً في العالم أجمع، ويزداد الأمر ندراً كلما ذهبنا إلى دول العالم الثالث.

مبادئ الإدارة الإلكترونية

للحصول على نسخة مجانية من هذا الكتاب أدخل على الرابط التالي https://www.mediafire.com/?c9jc38vc31j2d0k